مــــــــــأزق
بسط أمامه خطاب مغلق بعد رسمه دائرة فى الهواء 0 وقال : أنا رايح أمون العربية 0 انصرف هابطاً الدرج تتقدمه أنفاسه 0 يزج بقدميه زجاً 0 رمى صاحب العثرة بنظرة انتصار 0 هامساً : العملية تمت 00 انشرح صاحب العثرة 0 فالعملية تعنى بقاء المستقبل وشموخ الجدران وانتشار الظلال 0 اعتدل فى جلسته 0 0أخرج سيجارة 0 وأشعل عود الثقاب 0 طارت الشعلة فى الفضاء القريب 0 حطت على جلبابه الأبيض الفضفاض 0 ، فأحدثت به ثقباً متعرج الحواف 0 انتفض عندما لسعته فألقى نفسه قبالة مكتب قائد الفضاء يرصد أصابعه 0 أحس بأن خبرته فى الحياة ضعيفة 0 وأن جرأة السائق هى طوق نجاته 0 فأضمر فى دخيلته أن يتخذ من السائق صديقاً 00 أشاحت به الحياة إلى بداية مسئوليته عن الأسرة 0 فهو كبير اخوته 0 ووفاة والده أرغمه على ترك المدرسة ، للقبض على دفة التحكم 0 حتى انسلخ منه العمر 00 دميت قدماه ونزف فؤاده 0 تحسس أقطابه 0 لم يجد سوى بصيص من ضوء شارد سعى لاستقراره 0 لم ينس يوم أن أطبق السقف والجدران على أرضية المنزل فى صراع انتهى بانتصار الأنقاض وتناثرها هنا وهناك 0 تعلن فى افتخار اجتيازها مرحلة الخطر 0 حمد الله يومها وسجد شاكراً 0 اهتز الكوب الأحمر المشرب بالمورد 0 كاد ينسكب على جلبابه 0 لكن تناول ابنة عمته الحسناء الكوب من يده أحال دون ذلك 0 الحل الوحيد 0 بناء سفينة فضائية فى فضاء محرم وليكن ما يكون 0 امتطى حماره 0 ووقف على حافة الشاطئ يرسم فى مخيلته كيف تكون المربعات والدوائر 0 شيد ما أراد 0 طمس معالم الخصب والنماء إلى الأبد 0 رجال الفضاء طوقوه بأساور حديدية 0 وبينما هو يرقب قائد الفضاء 0 أحس بغصة كادت تفتك به 0 لاحظ أن فكرة السائق تعرض على الملأ 0 وتنشر على المكتب البيضاوى فى طابور فاضح 0 الساعى ينادى : جمال محمود حامد 0 ازدادت دقات قلبه 0 وارى وجهه بكفيه 0 تكررت النداءات 0 ثلجت أطرافه 0 تراجع للخلف 0 استدار وجعل الباب قبلته 0 رفع ذيل الجلباب قليلاً ، ليفتح باب السجن لقدميه 0 وهم بالعدو هرباً قبل افتضاح أمره 0 لكنه تراجع ، عندما انتابته حالة من البلادة والبلاهة والصراحة 0
" تمت "