سجـــن الحريـــــة
قبع ينثر همومه أمامه ، لينتقى منها ما هو أخف 0 السيارات تتلوى أمامه 0 ألفى نفسه حبيساً داخل بيته الذى شهد ميلاده 0 تنفس الصعداء يوم أن نال شهادته المتوسطة 0 تزوج من حسناء بيضاء لدنة 0 اصطفاها من بين أمواج الشاطىء0 تمنى أن يسبح معها فى بحر خاص بهما0 نادت عليه أخته0 تاه صوتها فى عبارة الشرود0 عندما تنبه0 كان قد رسم حياته التى لم تبدأ0 انطلق إلى أرض الفيروز0 فى قلبه تتربع زوجته0 على كتفيه يحمل أخواته البنات الأربع0 كانت أصغرهن تربو على الثلاثين بقليل0 على رقبته تتعلق براعمه الثلاث0 مرتبة الضئيل قاده إلى حجرة متواضعة0 تتجاور مع أصدقائها الثلاث فى طابور صامت0 يحتضنها فناء مستطيل0 يفصل بينها جدار طولى نسيجه من الآجر0 حدث نفسه " سوف أختلق الحجج والبراهين لأولادي وإخوتي حتى أستطيع التزحلق على الجليد " 0 غلف قلبه بأورطة من الصبر0 تمنى لأخواته أن يلحقن بقطار الحياة0 أصر خليل جاره على وضع المرآة الكبيرة قبالة باب الحجرة المواجهة لدورة المياه، حتى يرصد ويصور الزائرين0 لم يفكر فى الزواج ، رغم اجتيازه الثلاثين0 طارت الأخبار إلى صاحب البراعم الثلاث0 بحكاية الإنترنت الجديد الذى يبث نبضات أنفاسه0 ألتفت إلى الأصوات المموجة عبر زجاج النافذة المشتركة0 هاج وماج وخرج قابضا على عصا غليظة0 تخضبت بشرته البيضاء بالحمرة0 مع أولى خطواته ارتطم بوعاء كبير للملابس0 أعده خليل خصيصا لعرقلة صاحب البراعم0 ثم الدخول فى حلبة المصارعة0 تبادلا الركلات والضربات القوية الصادرة فى حرية0 قبضة طائشة أطلقت سراح سرسوب من الدماء0 صرخ المشاهدون0 حملوا صاحب البراعم على الأعناق0 بقع من الدم انطبعت على سبابا تهم 0 أعطى صاحب البراعم الإشارة لجميع أبوابه أن تفتح لتعب من نسائم الحياة عبا0 أبحرت روحه صوب ميناء جزيرة تحوطها صفقات الأمواج0 استقبل أربعة شباب0 ابتسم0 رأى براعمه الثلاثة فى بيوتهم المعلقة فوق البساط الفضى 0 أفاق من غيبوبته ، وجد أنامله تتحسس ملاءة بيضاء0 وبجواره أسرة يتمدد عليها شخوص فى أردية بيضاء0 فعرف أن الألوان الأخرى هجرته 0 وقراءة الفاتحة لم تتم 0 وبيوتات نبضه فى حاجة إلى صقل من نوع غير معهود0
" تمت "