ابوتريكة
| موضوع: مخالفات في الحج والعمرة ( 1 ) 2007-08-28, 12:47 pm | |
| تهاون بعض الناس في الإحرام عند مروره على الميقات
1- بعض الناس قد يسافر جوا معتمرا أو حاجا فيتهاون في الإحرام عند مروره على الميقات بل وبعضهم يؤخر الإحرام إلى أن ينزل في أرض المطار .
وكلاهما على خطأ ففي مثل هذه الحالة ينبغي لمن أراد الإحرام أن يلبس ثياب الإحرام قبيل وصوله إلى الميقات ثم يتلفظ بنسكه عند مروره على الميقات أو يلبس لباس الإحرام قبل ركوبه الطائرة لأن ذلك أحوط له فلعله لا يتمكن من اللباس داخل الطائرة إما لزحام أو لضيق المكان .
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى :
القادم عن طريق الجو أو البحر يحرم إذا حاذى الميقات مثل صاحب البر إذا حاذى الميقات أحرم في الجو أو في البحر أو قبله بيسير حتى يحتاط لسرعة الطائرة أو سرعة السفينة أو الباخرة , فإذا تجاوز من أراد الحج أو العمرة الميقات ولم يرجع إليه وأحرم من مكانه فعليه فدية يذبحها في مكة ويطعمها كلها للفقراء .
2- ومن المخالفات أيضا : ما يعتقده بعض النساء من أن ثوب الإحرام لا بد له من لون خاص كالأخضر مثلا .
وهذا خلاف الصواب لأنه لا يتعين لون خاص للثوب الذي تلبسه المرأة في الإحرام وإنما تحرم في ثيابها العادية .
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : ( وأما تخصيص بعض العامة إحرام المرأة في الأخضر أو الأسود دون غيرهما فلا أصل له ) .
وقال أيضا : ( تحرم - المرأة - فيما شاءت ليس لها ملابس مخصوصة في الإحرام كما يظن بعض العامة لكن الأفضل أن يكون إحرامها في ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر . لأنها تختلط بالناس فينبغي أن تكون ملابسها غير لافتة للنظر وغير جميلة بل عادية ليس فيها فتنة ولو أحرمت في ملابس جميلة صح إحرامها لكنها تركت الأفضل ) .
3- ومما يتعلق بأمر النساء أيضا أن بعض النساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة وكانت حائضا أو أصابها الحيض فإنها لا تحرم ظنا منها أو من وليها أن الإحرام تشترط له الطهارة فتتجاوز الميقات بدون إحرام . وهذا خطأ واضح لأن الحيض لا يمنع الإحرام فالحائض تحرم وتفعل كما يفعل الحاج غير الطواف بالبيت فإنها تؤخره إلى أن تطهر .
ودليل ذلك ما أخرجه البخاري في قصة عائشة رضي الله عنها عندما حاضت وهي في طريقها إلى الحج . قالت : فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك ؟ قلت لوددت والله أني لم أحج العام قال لعلك نفست ؟ قلت نعم قال فإن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم فافعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري .
4 - ومن المخالفات أيضا ما يعتقده بعض الحجاج والمعتمرين من أن لباس الإحرام الذي لبسه عند الميقات لا يجوز تغييره ولو اتسخ
وهذا جهل منهم بل يجوز أن يغير ملابس الإحرام بمثلها وأن يغير حذاءه بحذاء آخر ولا يتجنب إلا محظورات الإحرام المعروفة .
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : ( لا بأس أن يغسل ملابس الإحرام ولا بأس أن يغيرها ويستعمل غيرها ملابس جديدة أو مغسولة ) .
وكذا قال سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله تعالى .
5 - كثير من الحجاج يلتزم أدعية خاصة في الطواف يقرأها من مناسك , وقد يكون مجموعات منهم يتلقونها من قارئ يلقنهم إياها يرددونها بصوت جماعي .
وهذا خطأ من ناحيتين :
الأولى : أنه التزم دعاء لم يرد التزامه في هذا الموطن لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف دعاء خاص . الثانية : أن الدعاء الجماعي بدعة وفيه تشويش على الطائفين والمشروع أن يدعو كل شخص لنفسه وبدون رفع صوته .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ( ومن الخطأ الذي يرتكبه بعض الطائفين أن يجتمع جماعة على قائد يطوف به ويلقنهم الدعاء بصوت مرتفع فيتبعه الجماعة بصوت واحد فتعلوا الأصوات وتحصل الفوضى ويتشوش بقية الطائفين فلا يدرون ما يقولون وفي هذا ذهاب للخشوع وإيذاء لعباد الله تعالى في هذا المكان الآمن وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن رواه مالك في الموطأ . قال ابن عبد البر وهو حديث صحيح . ويا حبذا لو أن هذا القائد إذا أقبل بهم على الكعبة وقف بهم وقال : افعلوا كذا قولوا كذا ادعوا بما تحبون وصار يمشي معهم في المطاف حتى لا يخطئ منهم أحد فطافوا بخشوع وطمأنينة يدعون ربهم خوفا وطمعا بما يحبونه وما يعرفون معناه ويقصدونه وسلم الناس من أذاهم ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( وليس فيه - يعني الطواف - ذكر محدود عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بأمره ولا بقوله ولا بتعليمه بل يدعو فيه بسائر الأدعية الشرعية وما يذكره كثير من الناس من دعاء معين تحت الميزاب ونحو ذلك فلا أصل له ) .
6 - ما يظنه كثير من الحجاج والمعتمرين من أن الإحرام هو لبس الإزار والرداء بعد خلع الملابس .
والصواب أن هذا استعداد للإحرام . لأن الإحرام هو نية الدخول في النسك . وهذا مما يخفى على كثير منهم فإنهما يظنون أنهم بمجرد لبسهم الإزار والرداء تبدأ في حقهم محظورات الإحرام وإنما المحظورات تبدأ شرعا بعد النية مباشرة .
7 - بعض الحجاج عند أداء بعض المناسك يخلط في عمله الضحك واللعب
[ فينبغي أن يحذر الملبي في حالة التلبية من أمور يفعلها بعض الغافلين : من الضحك واللعب ونحو ذلك وليكن مقبلا على ما هو بصدده بسكينة ووقار وليشعر نفسه أنه يجيب ربه وبارئه سبحانه وتعالى فإن أقبل على الله مخلصا له في القول والعمل خائفا من ربه راجيا له أقبل الله عليه وأثابه فإن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وإن أعرض عن الله تعالى وتعلق بغيره وارتكب شيئا من البدع أو الفسوق أو العصيان أو الرياء أو المباهاة أعرض الله عنه وأحبط عمله عياذا بالله من الخذلان ومن نزغات الشيطان والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ] .
8 - ومن المخالفات أيضا : أن بعض الرجال إذا أحرموا كشفوا أكتافهم على هيئة الاضطباع
وهذا غير مشروع إلا في حالة الطواف ( طواف القدوم أو طواف العمرة ) وما عدا ذلك يكون الكتف مستورا بالرداء في كل الحالات .
قال ابن عابدين في الحاشية : ( والمسنون الاضطباع قبيل الطواف إلى انتهائه لا غير ) .
قال ابن الجوزي عن هؤلاء الذين يستمرون في اضطباعهم : ( فرأيت جماعة يتصنعون في إحرامهم فيكشفون عن كتف واحدة ويبقون في الشمس أياما فتكشط جلودهم وتنتفخ رءوسهم ويتزينون بين الناس بذلك ) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في أثناء كلامه عن الاضطباع : ( فإذا فرغ من الطواف أعاد رداءه على حالته الأولى لأن الاضطباع محله الطواف فقط ) .
جاء في مفيد الأنام ما نصه : ( والاضطباع محله إذا أراد الشروع في الطواف وليس كما يتوهمه بعض الناس من أن الاضطباع سنة في جميع أحوال الإحرام وإنما الاضطباع سنة مع دخوله في الطواف أو قبيل الشروع في الطواف ).
9- بعض الحجاج يقبل الركن اليماني وهذا خطأ لأن الركن اليماني يستلم باليد فقط ولا يقبل وإنما يقبل الحجر الأسود . فالحجر الأسود يستلم ويقبل إن أمكن أو يشار مع الزحمة إليه .
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( وأما الركن اليماني فلا يقبل على القول الصحيح ) .
قال ابن الحاج في المدخل : ( وليحذر مما يفعله بعضهم وهو أنهم يقبلون الركن اليماني كما يقبلون الحجر الأسود والسنة استلام اليماني باليد لا بالفم ) .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ( وثبت عنه أنه استلم الركن اليماني ولم يثبت عنه أنه قبله ولا قبل يده عند استلامه ) .
10 - ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الطائفين : طوافهم عند الزحام داخل الحجر بحيث يدخل من باب الحجر إلى الباب المقابل ويدع بقية الحجر عن يمينه .
وهذا خطأ عظيم لا يصح الطواف بفعله لأن الحقيقة أنه لم يطف بالبيت وإنما طاف ببعضه .
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( ولا يخترق الحجر في طوافه لما كان أكثر الحجر من البيت والله أمر بالطواف به لا بالطواف فيه ) .
قال ابن الحاج : ( وليحذر أن يطوف من داخل الحجر لأنه من نفس البيت ولا يتم الطواف بالبيت كله إلا أن يخرج عنه ) .
11 - ومن المخالفات أيضا : ما يفعله بعض الطائفين من كونهم يعتقدون أن ركعتي الطواف لا بد أن تكون قريبا من المقام فيزدحمون على ذلك ويؤذون الطائفين في أيام المواسم ويعوقون سير طوافهم .
وهذا الظن خطأ فالركعتان بعد الطواف تجزيان في أي مكان من المسجد ويمكن المصلي أن يجعل المقام بينه وبين الكعبة وإن كان بعيدا عنه فيصلي في الصحن أو في رواق المسجد ويسلم من الأذية فلا يؤذي ولا يؤذى وتحصل له الصلاة بخشوع وطمأنينة .
وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : ( فإذا فرغ من الطواف صلى ركعتين خلف المقام إذا تيسر ذلك وإن لم يتيسر ذلك لزحام ونحوه صلاهما في أي موضع من المسجد ) .
12 - ومن المخالفات أيضا : أن بعض الطائفين يقوم بمسح ما يقابله في طوافه كمقام إبراهيم وجدار الحجر وأستار الكعبة والشاذروان .
والسنة أن يستلم الحجر الأسود ويقبله إن أمكن وإلا أشار إليه ويستلم الركن اليماني إن أمكن وإلا تركه ولا يشير إليه .
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( . . . وأما سائر جوانب البيت ومقام إبراهيم وسائر ما في الأرض من المساجد وحيطانها ومقابر الأنبياء والصالحين كحجرة نبينا صلى الله عليه وسلم ومغارة إبراهيم ومقام نبينا صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي فيه وغير ذلك من مقابر الأنبياء والصالحين وصخرة بيت المقدس فلا تستلم ولا تقبل باتفاق الأئمة ) .
13 - ومما يتعلق بالنساء أيضا : ما يقوم به بعضهن من المزاحمة عند الحجر الأسود .
فتزاحم الرجال بجسمها فيلتصق بها بعض الرجال وهنا مكمن الشر والفتنة فترتكب المحرم وتتسبب في فتنة الآخرين في تحصيل أمر مسنون بل تركه في حقها والحال كما تقدم واجب ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
والذي يرى ما تقوم به بعض النساء - هداهن الله - من مزاحمة الرجال عند تقبيل الحجر يرى عجبا مما يحصل من الدفع والجذب إضافة إلى ما يسمع من العتاب الشديد بل قد يتعدى العتاب إلى ما هو أعظم . نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين .
14- ومن الخطأ أيضا : ما يحمل من بعض الطائفين من كونهم يبقون على اضطباعهم بعد الطواف بل ويصلون ركعتي الطواف وهم مضطبعون .
وهنا مخالفتان :
الأولى : أن السنة في الاضطباع أن يكون في أثناء طواف القدوم . وقد تقدم إيضاح ذلك . الثانية : وقوعهم في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة والعاتق مكشوف . عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه شيء أخرجه البخاري .
ويضاف إلى ذلك ما يحصل للجزء المكشوف من التأذي بالشمس وأيضا أصبح هذا الاضطباع راسخا عند كثير من الناس بأنه علامة للمحرم حتى صور في الكتب والمجلات كاشفا عن يده اليمنى وكأن هذا حال المحرم دائما .
| |
|