mora مشرف رابطة عمرو ذكى
عدد الرسائل : 477 العمر : 37 الحاله الأجتماعيه : مالكش دعوى المؤهل الدراسى : طالبه بالدراسات العليا مزاجك الأن : طاقه : تاريخ التسجيل : 16/02/2008
| موضوع: عالم المخابرات والمفاهيم الخاطئة 2008-09-01, 2:03 pm | |
| عالم المخابرات والمفاهيم الخاطئة,, عالم المخابرات .. هذا العالم المجهول مهما بلغ ثراء المعلومات عنه , وهو العالم المفترى عليه أيضا .. والعالم الأكثر تفردا فى نواحى الغرابة التى تحكم نظمه ورجاله .. ومن المؤسف حقيقة أن هذا العالم بكل ثرائه لا يثير خلف الباحثين ما يستحقمن الإهتمام لتصحيح المفاهيم الخاطئة المأخوذة عنه أو تلك المفاهيمالشديدة السطحية التى يعتنقها العامة وتسببت فيها السينما بالتحديد .. وعبر هذه الإطلالة نحاول أن نعبر بعضا من أسوار النظم المضروبة حول هذا المجال الفريد لنعرف ما هو الأصل وما هو السطحى ,,نشأة المخابرات الحديثة .. نظم التخابر على العدو هى نظم معروفة من قديم الزمن يعزوها بعض المؤرخينإلى حقب الفراعنة فى مصر وامتدت على مدار العهود الماضية المغرقة فى القدمخاصة فقط بزمن الحرببمعنى أن نشاط التخابر كان قاصرا على المجال الحربي بين مختلف الإمبراطوريات .. وفى عصر النهضة العربية بالحقبة العباسية عرفت الخلافة الإسلامية نظام ديوان البريد التابعللخليفة وكان نظام هذا الديوان أشبه بدور أجهزة المخابرات بشكل مبسط وكانعمله جمع أخبار الناس وتوجهاتهم ومتابعة نشاط الخلافة داخليا وخارجيا .. وكذلك عرفه الرومان والفرس بنفس الأسلوب المبسط القائم على أداء وظائف تدعو لها الحاجة .. هذا بالطبع خلافا لنشاط التجسس الحربي أو الاستطلاع ,, ففرق الاستطلاع التى تعتبر هى أساس المخابرات الحربية الحالية تختلف عن المخابرات العامة التى تقتضي ممارسة التجسس فى السلم والحرب ويعد المغول أو التتار أصحاب سبق فى استمالة العملاء وتجنيدهم بالرغم منأنهم كانوا أقواما همجية لا ترتكز إلى تكوين إمبراطورية بل كانت جحافلتهاجم للسبي والنهب فقط وهم الذين نجحوا عن طريق عملائهم المزروعين بمنتهى البراعة فى قلب دولةالخلافة العباسية أن يجندوا وزير الخليفة العباسي نفسه والذى خان مولاهوعروبته وإسلامه وفتح الباب أمام سقوط بغداد فى قبضة المغول .. أما المخابرات بأسلوبها الحديث فلم تعرف إلا معنهاية القرن الثامن عشر وفيه تأسست القواعد الأولية لعلم التخابر القائمعلى حفظ أمن الدولة الخارجى عن طريق استقصاء المعلومات التى تهدد خطرا علىالأمن القومى قبل حدوثهاوفى نفس الوقت حماية الدولة من المخابرات المعادية أو ما يعرف باسم الجاسوسية المضادة ,, وأقدم وأعرق أجهزة المخابرات فى العالم هى جهاز المخابرات البريطانى " المكتب السادس" وجهاز المخابرات السوفيتى " كى جى بي" والذى تحول مع انهيار الشيوعية والاتحاد السوفياتى السابق إلى جهاز " الإس في آر" أو المخابرات الروسية وكان أول رئيس للجهاز الجديد الجنرال يفجينى بريماكوف الذى تولى فيما بعد رياسة الوزارة فى روسيا الإتحادية ومع السوفيات والإنجليز يقبع جهاز المخابرات الألمانى ويشاركهم العراقة والقدم فى هذا المجال ومسألة القدم أو العراقة تختلف عن مقياس البراعة والنجاح لأن التفوق مرهونبزمنه فقط .. ولذلك ضاعت سمعة الأجهزة الثلاثة فى عصرنا الحالى إلا منقليل بعد ظهور المخابرات الأمريكية والصينيةعمل أجهزة المخابرات ليس كما هو مشهور عنها أنها تبادل إطلاق نار ومغامرات ومطاردات على النحو الذى كرست له السينما العالمية فهو عمل عقول من الدرجة الأولى ووظيفة أجهزة المخابرات أنها تحمى الأمن الخارجى للدولة فقط بمعنى أنه فىسائر دول العالم لا يحق للمخابرات العامة أن تعمل داخل البلاد إلا إذاكانت القضية أصلا تمت فى الخارج وامتدت إلى الداخل .. أما إن كانت القضيةقضية تجسس فى داخل البلاد فيتصدى لها أجهزة الأمن الداخلية متمثلة فىأجهزة الشرطة التى تكون غالبا تضم قسما خاصا ومتميزا من ضباطها لحمايةالأمن الداخلى من التجسس وهى الأجهزة التى تعرف باسممباحث أمن الدولةفى مصروالمباحث الفيدراليةفى الولايات المتحدةوالشين بيتفى إسرائيل وسكوتلانديارد فى بريطانيا وبالتالى لا صحة مطلقا لما يشاع بين العامة أن المخابرات تراقب المواطنينمثلا أو تتجسس على المعارضين حتى لو كانت الحكومة حكومة استبداد فهذاالأمر لا تختص به أجهزة المخابرات لكونها تضطلع بمهام أكثر جسامة بكثير .. وحدوث هذا الأمر وتكليف أجهزة المخابرات لمتابعةالشئون الداخلية لصالح نظام الحكم يهدم نظم المخابرات من أساسها وينال منبراعة الجهاز وكفاءته وتتمتع المخابرات فى أى دولة نظامية بولايةمطلقة على أعمالها بمعنى أنها فى حدود عملها تمتلك صلاحيات وسلطات تعد هىالأعلى بين سائر الأجهزة الأمنية دون استثناء ولا يخرج عن هذه القاعدة إلا جهاز أمنى واحد فقط هو جهاز مخابرات الرياسةوهو نظام نادر نوعا ما وموجود فى الدول الكبري فقط ويتمثل فى أن يتخذ رئيسالدولة جهاز خاصا يتبعه للمعلومات ويخرج من نطاق المخابرات العامةومعنى الصلاحية أو الولاية المطلقة للمخابرات فىعملها أنها تمتلك السلطة لمخاطبة أى مسئول وتعطيل أى اجراء حتى لو كانقرارا سياديا أو حكما قضائيا ما دام تغيير القرار يخدم عمل المخابرات فىحمايتها لأمن البلادفمثلا تدخلت المخابرات المصريةعدةمرات ومنعت تنفيذ حكم الإعدام فى عدد من الجواسيس وجندتهم لحسابها فىمقابل ذلك كما أنها طلبت من وزير الداخلية التجاوز عن ضبط عملية تهريبمخدرات كبري كانت الشرطة تعد لضبطها نظرا لأن الشبكة التى تقوم على تهريبالمخدرات تضم نظاما تجسسيا وذلك فى الفترة التى كانت فيها إسرائيل تتبنىمهربي المخدرات وتورد لهم السموم لتدمير الشعب المصري من الداخل وهو الأمرالذى تسبب فى انتشار المخدرات بشكل يفوق المعتاد والطبيعى على نحو لفت نظرجهاز المخابرات العامة فتوصلوا لمصدره من أن المخابرات الحربيةالإسرائيلية وجيش الدفاع الإسرائيلي متورط فى أعمال التهريبومن أوجه الولاية أيضا أنها يمكنها التدخل لدى أجهزة الشرطة بشأن عمليةتتابعها تلك الأجهزة ولها تواصل مع قضية تتابعها المخابرات فالولاية الأعمهنا لجهاز المخابرات .. وتضم المخابرات العامة أقساما عديدة تختلف باختلاف نظم الأجهزة من الداخل.. وتتفق جميعها فى أنها تتابع إلى جوار الأمن العام الأمن العلمى فيما يخصالمكتشفات الحديثة لا سيما البحوث النووية كما أنها تهتم بالأمن الإقتصادىلحماية اقتصاد الدولة من مؤامرات خارجية تستهدفه كما أنها تختص بمتابعةالرأى العام ودرجته وما يؤثر فيه من إشاعات وما شابهها فضلا على أنها تختص بنوع من الحماية لرئيس الدولة جنبا إلى جنب مع الحرسالخاص به والذى يمثل فرعا مستقلا من القوات المسلحة بالإضافة لمتابعةالشأن السياسي فيما يكلفها به رئيس الدولة أى أن نشاطها عاما فيما يخص دواعى الأمن القومى .. وهى هنا تختلف عن المخابرات الحربية التى تعتبر جزءمن منظومة القوات المسلحة وخاصة بالأمن الحربي فقط وكل أفرادها من أفرادالقوات المسلحة ..
التشكيل والتبعية الإدارية ..
تتكون أجهزة المخابرات فى أغلب دول العالم من خبراء فى جميع المجالاتدون استثناء .. فليست أجهزة المخابرات أجهزة قتال وسلاح بل هى أجهزةتقارير ونتائج ومن ثم فهى تضم خبراء فى الأمن " مختارون من ضباط الشرطة أو الجيش " وكذلك تضم خبراء علميين فى شتى المجالات العلمية فضلا على خبراء فى القانون والتجارة والإقتصاد وهذا أمر طبيعى نتيجة لأنها تعالج الأمن القومى فى كل صغيرة وكبيرة ومن ثمفهى لابد أن تكون مؤهلة لمواجهة سائر التخصصات وهذا لا يمنع من لجوء أجهزةالمخابرات للاستشارة من خبراء خارج الجهاز فى شأن أمور تتعلق بعملياتهاغير أن الاستعانة تكون فى مقتضي الإستشارة وحدودها فلا يعرف الخبير الذىتلجأ إليه الأجهزة أى نوع من المعلومات حول هدف الإستشارةكما حدث مثلا مع المخابرات المصرية أيضا عندما لجأت إلى الدكتورعادل صادق الطبيبالنفسي الشهير بالقاهرة واستشارته فى شأن يخص عمله وأعطوه الملف النفسيلشخص مجهول وطلبوا منه دراسته بدقة بحيث يكون متقمصا لنفس طباع هذا الشخص فدرس الدكتور عادل صادق الملف كاملا لعدة ساعات حتى تمكن من تقمص الشخصيةتماما فطلبوا منه معرفة أى الهدايا التى يمكن اختيارها وتناسب ذوقه تمامابحيث لا يستطيع رفضهافأجاب على السؤال وفقط .. وإلى هذا الحد انتهت مهمته وهو الأمر الذى أثار دهشة الطبيب الشهير وهويتساءل فى أعماقه عن مبرر هذا الجهد الرهيب الذى بذله للإجابة على سؤالواحد دون أن يدرى أن إجابته تلك كانت نواة اختيار هدية ملغمة بجهاز تنصتدقيق تم وضعه فى قلب مكتب السفير بسفارة دولة معادية أما عن أغلب المهن التى تدخل فى نطاق المخابرات فهى مهن وخبراءالقانون على خلاف ما هو مشهور من أن المخابرات تضم الضباط فقط فكلمة ضابط مخابرات هى مفهوم غير موجود من الأساس فى أجهزة المخابرات العامة وهذا المفهومقاصر فقط على المخابرات الحربية أما المخابرات العامة فيكون الفرد العاملفيها رجل مخابرات وينقسم العاملون بجهاز المخابرات فى أى دولة إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهىالطاقم الأساسي ـ الطاقم المعاون ـ الطاقم الإدارى والفنىأما الطاقم الأساسي فهم أصحاب مصطلح رجال المخابرات وهم الذين يشكلونالنواة الرئيسية لنشاط التخابر ويكون لهم متابعة العمل التخابري بعد تدريبجاد وغير عادى فى أنظمة مدارس المخابرات ويتم اختيارهم بعد الخضوعلاختبارات شاقة ومعايير صارمة ليس بها أى تعاون ورجل المخابرات يتمتع بناء على تدريبه بخبرات ومهارات بالغة الإجادة أولهاكيفية الحفاظ على أسرار عمله بحياته فضلا على أنه يكون خاضعا لتأمين بالغالصرامة لأن وقوع رجل مخابرات فى يد جهاز عدو يمثل كارثة للجهاز المنافسلأنرجل المخابرات المدرب والعارف لأسلوب ونظام العمل بجهازه يمثل كنزا منالأسرار لا يمكن للجهاز العدو الحصول عليها من ألف جاسوس ويقدر خبراء هذاالعلم قيمة ومقدار المعلومات التى يمكن الحصول عليها من رجل المخابرات لوتم الإيقاع به بعمل خمس سنوات كاملة .. لأن وقوع الجاسوس أمر عادى مهما كانت مكانة هذا الجاسوس فهو لا يعرف عنجهاز المخابرات الذى يعمل لحسابه أى شيئ يخص تنظيمه وأسلوب عمله فىالتجنيد ومتابعة عملائه كما أنه لا يعرف أحدا من ذات الجهاز إلا رجلالمخابرات الذى يشرف عليه فقط وكقاعدة أساسية يتم تبديل رجل المخابراتالمتعامل مع الجواسيس كل فترة درء لأى خطر ولذلك وقبيل الحرب العالمية الثانية استقال رئيس الوزراء البريطانىنيفل تشمبرلينعقبعملية ناجحة ومدوية للمخابرات الألمانية نجحت بها فى أسر اثنين من كباررجال المخابرات البريطانية على النحو الذى أدى إلى اصابة رئيس المخابراتالبريطانية بالسكتة واضطر جهاز المخابرات البريطانى لتغيير سائر قواعدعمله والبدء فى نظام جديد وهذا بالطبع لم يمنع أن المعلومات التى اغتنمهاالألمان من رجلى المخابرات البريطانية كانت سببا فى فشل تلك الأخيرة بسائرعملياتها الجارية وكما حدث أيضا عندما أوقعت مصر بشبكة جاسوسية أشرفعليها رجل المخابرات الإسرائيلي عزام عزام ومثلت ضربة كارثية للمخابراتالإسرائيليةهذا خلافا لما يمثله وقوع رجل المخابرات فى يد جهاز عدو وخسارة جهازه لجهوده لأن اعداد رجل المخابرات ليست بالعملية السهلة أما الطاقم المعاون فهو الذى يضم الجواسيس والعيون والعملاء .. وكل هذهالمفاهيم لها وظيفة واحدة إلا أنها تختلف فيما بينها فى طبيعة أشخاصالقائمين بالتخابر فالجاسوس هو الشخص الذى يتم تجنيده مقابل مال أو اغراءات مادية من نفس جنسية البلد العدو أماالعين فهو الشخص الذى يقوم بنشاط التجسس لصالح بلاده ومكافأته فى هذه الحالة لاتقتصر على المال بل تشمل الرعاية الكاملة لأنها عملية فدائية كبري كما حدثمع رفعت الجمال وأحمد الهوان فى مصر أماالعميل فهوالشخص ذو الجنسية الثالثة التى تختلف عن جنسية جهاز المخابرات الذى قامبتجنيده وجهاز المخابرات الذى يعمل ضده ويتبقي الطاقم الإدارى والفنى وهمطاقم العاملين لمساعدة أفراد الجهاز وهؤلاء لا علاقة لهم بنشاط الجهازنهائيا بل يقتصر عملهم على المتابعة فى الشئون الفنية أو الإدارية وتتبقي التبعية الإدارية والمسئولية لأجهزة المخابرات وهى بالطبع مسئوليةبالغة الحساسية ولذا فكل دساتير العالم تقريبا تجعل وظيفة رئيس جهازالمخابرات تابعة لرئيس الجمهورية مباشرة فى الدول ذات النظام الجمهورىكالولايات المتحدة وتابعة لرئيس الحكومة فى حال النظم الملكية كبريطانيا | |
|