وكانت القرابين هي الحدث اليومي عميق الصلة بالمعبد، وكان يقدم قربان (في الصباح وأخر في المساء وكان يصحب القرابين احتفال (طويل وشعائر يقوم بها الكهنة، وكثيرًا ما كان أفراد من الشعب يقدمون قرابين خاصة بجوار القرابين سالفة الذكر، وفى السبت وأيام الأعياد كانت هناك قرابين إضافية واحتفالات دينية أوفى و أشمل، وكان تقديم القرابين ليهوه، دليلاً على الارتباط بين الشعب والإله ودليلاً على وجود يهوه بين الشعب.
بمتابعة تاريخ سفك الدماء سنجده كان ولازال أعظم قربة للشيطان في سبيل تنفيذ السحر، واستطلاع الغيب، ودفع ضره، وجلب نفعه، ويأخذ ذلك صورة الفدو والتضحية بالأنعام، وقد تطور الأمر إلى الفديات البشرية، وما كان ذلك ليحدث إلا بوحي من الشيطان وبتحفيز منه استخفافًا بأتباعه من بنى آدم، فكان له ما أراد على مر العصور بدأ من قصة ابني آدم ومرورًا بالحروب والمعارك والمذابح التي أريقت فيها دماء الملايين من البشر.
(وفى العديد من الثقافات يلاحظ أن قتل الحيوان ما هو إلا إهانة وتحقير له، وإن الدماء بمثابة تدنيس، وبصفة خاصة دماء الحيض، وفى مثل هذا النظام، لن يوجد سوى تبرير واحد ألا وهو: اعتبار قتل حيوان ما بمثابة محو لمخلوق شؤم ونحس تجسد فيه عدو ديني أو سياسي، ومن هذا المنظور، ينخرط كل شيء في إطار النظام: فنظام العالم يتأكد ويتدعم بواسطة تدمير الحيوان، بديل العدو ونائبه. فقتل الحيوان ليس خطأ بل هو عمل إيجابي).
(وكانت الذبائح والقرابين تقدم للشيطان حتى تستمد التمائم والتعاويذ قوة منه وفعالية، فتقذف في النار الموقدة أمام تلك التمائم قطع من دهن حيوان أو دمه أو أجزاء من لحمه).
(ولقد تطور هذا المعتقد وبدأ يأخذ صور أخرى كالتطبيب والمعالجة فتوصف الذبائح كعلاج ولازال هذا التطور يحدث في عصرنا، ومن العادات المنتشرة في الريف المصري إذ توصف أجزاء خاصة من أحشاء الحيوان أو الطير مثل الثعلب أو الذئب والهدهد… والغراب لعلاج مرض مزمن أو نقص يصيب الإنسان، فقلب الذئب يؤكل ليقوى قلب الإنسان ويجعله يحتمل الجري مسافات طويلة، ويوصف للأطفال الذين يتأخرون في الكلام أكل لحم الغراب بعد طبخه فينطلق لسانهم. وكان أهالي سيوة يعتقدون حتى بداية القرن العشرين أن أكل لحم الكلب يشفى من الأمراض الخبيثة).
فمعتقد الناس هنا ناشئ من وحي شيطاني لا صلة له بالدين أو العقل، حيث تسود تلك المعتقدات السحرية في قدرة الشيطان على إعطاء الناس بعض القوى والشفاء باستخدام تلك الدماء واللحوم، شريطة أن تكون من المحرمات أو مما ذبح بطريقة غير ما أحل الله وأمر به، وتتفاضل القرابين من مخلوق صغير كالجعران وهو حشرة صغيره وانتهاء بالإنسان نفسه.
(فقد كان يؤتى بحيوان ما من أجل إغراقه في الماء، وبهذه الطريقة يصبح هذا الحيوان مؤلهًا مقدسًا ويصير وسيطًا بين الساحر والآلهة، وبهذا، يكون لدى الساحر وسيلة اتصال مع الإله أو الآلهة حيث يتمكن من أن يطلب منها ما يريده، ومثل هذه الممارسة لا تجد في أعقابها أي (انتقام) من جانب الحيوان… وهذه المخلوقات التي يتم إغراقها، ولا تعتبر مخلوقات خطرة، بل هي بالأحرى تعتبر بمثابة عناصر مساعدة كما توضح ذلك هذه الفقرة المقتطفة من (البرديات الديموطيقية): ( إذا أردت أن تجذب نحوك الآلهة وأن يقوم الترتيل بمهمته السحرية على الفور، فيجب أن تأخذ جعرانا وتغطسه في لبن بقرة سوداء، ثم تضعه فوق النار، فهنا يتألق سحره حقيقة، في اللحظة المطلوبة ويسطع النور).
ولم يقف كفر الشيطان عند حد الجعران، بل إن جشعه استمر حتى طمع في دماء البشر أنفسهم، فتدرج إلى ما هو أكبر أهمية وحجمًا، واتبع السحرة خطواته حتى وصلوا إلى القرابين البشرية، بقصد التواصل بين السحرة والجن، فنجد من شروط التعميد عند السحرة أن يقربوا للشيطان طفلاً صغيرًا لم يبلغ الحلم بعد، كوسيط بين العراف والجن، أو أن يذبح تحت قدمي إبليس لإثبات الولاء له والكفر بالله عز وجل، وما قرأته وسمعته من أفعال السحرة وشذوذهم في التقرب إلى الشيطان لتقشعر منه الأبدان وتشيب له الولدان، فهم لا يتورعون عن أي فعل شيطاني مهما بلغ كفره من قتل وزنا المحارم ولواط وهتك أعراض وانتهاك حرمة كتاب الله، بل ونبش القبور وانتهاك حرمة الموتى.
القرابين البشرية:
كان التدرج في أنواع الفديات مسلك شيطاني في سبيل الوصول إلى الفداء البشرى، كل ذلك استغلالاً لإعراض الناس عن الله، ووقوعهم صرعى الابتلائات والمحن. (وربما كان خوف الإنسان من المجاعات وخشيته من مواسم القحط، جعلته يلجأ إلى التفكير في الفديات الإنسانية رغبة منه في تهدئة غضب آلهة الخصوبة أو الآلهة التي تتسبب في وفرة الحاصلات الزراعية. من كثرة الغيث أو فيضان الأنهر والبحيرات. وسادت فترة كانت فيها الفديات البشرية، واتجهت بعض العقائد إلى افتراض أن وفرة الفيضانات والمياه ترتبط بتزاوج آلهة الأنهر بالعذارى التي كانت تزف إليها في كل موسم بإغراقها في مياه تلك الأنهر أو البحيرات.. فلضمان وفرة المحاصيل استبدلت الفديات البشرية بالفديات الحيوانية، وهكذا تحول التقليد من قرابين بسيطة إلى ما يشبه المذابح تسفك فيها دماء البشر. كما اقتضى تعطش الآلهة الزراعية إلى مزيد من الدماء وإلى سفك عدد أكبر من الفديات البشرية).
وكان يحدث فيما مضى أن تلقى فتاة في نيل مصر وبقدوم الإسلام إلى مصر تبددت تلك الطقوس الوثنية واندثرت، إلى أن عادت مصر الآن إلى ممارسة تلك الطقوس تحت مسمى إحياء الفولكلور الشعبي والفرعوني، فبدلاً من إلقاء فتاة صاروا الآن يلقون دمية، تشبها بالوثنيين من الفراعنة، وإحياء لتلك الطقوس بهدف تحويل دفة الانتماء عن الإسلام إلى ملة الفراعنة، المهم هو هجر أصول الإسلام والسنة، والإبقاء على مظاهر الدروشة والتصوف باسم الإسلام، كصورة بديلة عن الصورة السلفية، وهكذا ينتشر الدجل والوثنية المتمثلة في الاحتفال بيوم عيد شم النسيم، وإلقاء تلك الدمية في نهر النيل، مما يثير الخزعبلات حول الإسلام الذي جعلوه قرينًا بالدروشة والخبل الصوفى، ولذلك أتمنى من الله إلغاء تلك الطقوس الوثنية، تأسيًا بما حدث في عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه.
من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال: لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص، حين دخل بؤنة من أشهر العجم، فقالوا: أيها الأمير، لنيلنا هذا سنة لا يجرى إلا بها. قال: وما ذاك؟ قالوا: إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل. فقال لهم عمرو: إن هذا مما لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما قبله. قال: فأقاموا بؤنة وأبيب ومسرى والنيل لا يجرى قليلاً ولا كثيرًا، حتى هموا بالجلاء، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه: إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابى، فألقها في النيل، فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها (من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر. أما بعد، فإن كنت إنما تجرى من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجرى بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك) قال: فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعًا في ليلة واحدة وقطع الله السنة عن أهل مصر إلى اليوم.
سفك الدماء والتنجيم:
(وكانت الطقوس اليونانية القديمة تقضى أن يتقدم السائل بفدية حيوانية قبل سؤال الهواتف، وكانت أحشاء تلك الفدية تفحص بعد نحرها للتنبؤ بما إذا كان وقت سؤال الهواتف ملائمًا أم غير ملائم، فإذا دلت على سنوح الفرصة للسؤال يتقدم الطالب بأسئلة للكاهنة التي كانت بمثابة وسيط بين السائل أو الطالب، والهواتف التي كانت تقطن كهوفًا أو أضرحة، وتجلس الكاهنة عند تلقى الأسئلة من الطالب على مقعد ذي ثلاث أرجل، وتضع في فمها ورقة من نبات الغار، كما تمسك في يدها غصنا من النبات نفسه، وتكون في حالة شبيهة بالغيبوبة والتخدير).() (وقد وجدت آثار نماذج من الفخار على هيئة كبد الحمل، وعليها تقاسيم ونقوش تفسر طريقة قراءة الفأل في كل جزء من أجزاء هذا العضو، وتفسير لأي شذوذ قد يصيبه وإيضاح معانيه.. أما عن صلة هذه الطقوس القديمة بعاداتنا أو فنوننا الشعبية فربما أمكن مقارنتها بتلك العادة الشائعة عند النساء العاميات أو القرويات إذ تندب المرأة عند سماعها بخبر مفزع أو موت قريب أو عزيز بقولها: يا كبدي وكان كبدها هي التي تنبأت بالفاجعة).
ومن ذلك ما اعتاد فعله رواد الزار من شرب دماء الذبائح المذبوحة للجن، وإقبال الممسوسة على كبد الذبيحة لتأكله استفتاحًا لعقد الصلح مع الجن، ووضع نقطة دم على وجهها أو جسدها، وتختلف أنواع الذبائح حسب نوع الجن وبمواصفات خاصة. (فإذا كان (ياوره) مثلا هو الجن الذي حل في جسد العروسة، فإنه يجب ذبح زوج حمام أحمر كجزء من طلباته)() ودقة (سليله) المفتونة بنفسها يذبح حمام هزاز وإذا كانت دقة (جادو) يذبح له أرنب أسود، وإذا كانت دقه روكشى يذبح لها دجاجة رزي.. إلخ.
وكان حلف الدماء عند بعض الشعوب الأفريقية يقتضي أن يشرب الفريقان المتحالفان من الدماء النازفة من صبى أو فتاة تختن في هذه المناسبة. وهناك نوع آخر من التحالف كان منتشرًا الشعوب الأفريقية، ولكنه كان مقصودًا على الملوك حيث يبصق كل من المتحالفين في فم الآخر وربما ذكرنا هذا التحالف بالمثل الشعبي الدارج الذي يقول: (تافين في بق بعض) ويضرب هذا المثل لمن يردد نفس الكلام الذي يردده زميله).()
يثبت لنا مما سبق أهمية الدماء عند الجن سواء سفكت أو شربت وعلى أي حال فالدم له حرمة عند الله عز وجل يجب أن لا تستباح، (وفى جميع هذه الحالات تعتبر الدماء التي تنزف من الجسم أو الجزء الذي فصل عنه بمثابة الفدية).
يونس عليه السلام كفداء بشرى:
وهناك فارق واضح بين القربان البشري والذي هو ترضية للآهة بغرض التقرب منها،وبين الفدو والذي هو التضحية بفرد في سبيل انقاذ الجماعة، لقد أعطانا القرآن الكريم مثالا لتلك الفديات البشرية التي كان يطحن بها فداء للمجموعة إذا حاقت بهم الأخطار والأزمات، وقد فصل ذلك في سورة الصافات من قصته نبي الله يونس عليه السلام، قال تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَسَاهَمَ ف******انَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلآ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ في بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ، وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ، وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَأَمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ [الصافات: 139: 148].
والمقصود أنه عليه السلام لما ذهب مغاضبًا بسبب قومه، ركب سفينة في البحر فلجت بهم واضطربت وماجت بهم وثقلت بما فيها وكادوا يغرقون على ما ذكره المفسرون، قالوا فاشتوروا فيما بينهم على أن يقترعوا فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة ليحتفظوا منه، فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبى الله يونس، فلم يسمحوا به، فأعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضًا لما يريده الله به من الأمر العظيم، قال تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَسَاهَمَ ف******انَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ [الصافات: 139: 142]. وذلك أنه لما وقعت عليه القرعة ألقى في البحر، وبعث الله حوتا عظيما، من البحر الأخضر، فالتقمه و أمره الله تعالى أن لا يأكل له لحما و لا شحما و يهشم له عظما، فليس لك برزق، فأخذه فطاف به البحار كلها.
وإذا كانت القصة قد تمت بإرادة الله ولحكمة اقتضاها المولى عز وجل ولكنها تكشف لنا عن وجود فكرة الفدو البشرى من أجل الإبقاء على حياة الآخرين، وأن ذلك المعتقد كان موجودًا متعارف عليه في ذلك الوقت.
إسماعيل عليه السلام وفدائه بفدو حيوانى:
وهناك صورة أخرى من صور الفداء تتمثل في الفداء الحيواني بالإنساني وهى قصة الذبيح الأول إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وتبين لنا كيف أن الله فداه من الذبح فقال وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [الصافات: 107]، ولكن هذا المثال فيه امتثال لطاعة الله عز وجل كما سنبين وربما اقتبس الشيطان من ذلك فكرة القربات الشيطانية التي تتمثل في ذبح السحرة طفل صغير كقربان لإبليس حتى ينال منه التعميد كساحر وإبليس عليه لعنة الله يفعل ذلك من باب الندية لله عز وجل.
يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولدًا صالحًا فبشره الله تعالى بغلام حليم، وهو إسماعيل عليه السلام لأنه أول من ولد له على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل. وهذا مالا خلاف فيه بين أهل الملل لأنه أول ولده وبكره، وقوله تعالى: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ [الصافات: 102]، أي شب وصار يسعى في مصالحه كأبيه، قال مجاهد فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ أي شب وارتحل، وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل، فلما كان هذا رأي إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده. هذا وفى الحديث عن ابن عباس مرفوعًا (رؤيا الأبناء وحي). قال عبيد بن عمير أيضا وهذا اختبار من الله عز وجل لخليله في أن يذبح هذا الولد العزيز الذي جاءه على كبر، وقد طعن في السن بعدما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر وواد ليس به حسيس ولا أنيس، ولا زرع ولا ضرع، فامتثل أمر الله في ذلك وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلاً عليه، فجعل الله لهما فرجا ومخرجًا ورزقهما من حيث لا يحتسبان. ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره أجاب ربه وامتثل أمره وسارع إلى طاعته، ثم عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرًا ويذبحه قهرًا قَالَ يَا بُنَىَّ إِنِّى أَرَى في الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى [الصافات: 102]، فبادر الغلام الحليم سر والده الخليل إبراهيم فقال: يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ، سَتَجِدُنِى إِنْ شَآءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات: 102]، وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد قال الله تعالى: فَلَمَّآ أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [الصافات: 103] قيل: أسلما أي استسلما لأمر الله و عزما على ذلك. وقيل هذا من المقدم والمؤجر، والمعنى تله للجبين أي ألقاه على وجهه.