لماذا وكيف تحدث نوبات الذعر ؟
لماذا وكيف تحدث نوبات الذعر ؟ (المعلومات التالية مأخوذة بتصرف من المركز
البريطاني لنوبات الذعر في الموقع التالي (http://www.panic-attacks.co.uk/)
تحدث نوبة الذعر عند إحساس العقل الباطن بخطر ما، ومن هنا يرسل رسائله إلى الجسم
بالاستعداد لهذا الخطر، وقد يكون –وهو الذي يحصل دائماً- أن هذا الخطر وهمي، وليس
حقيقي، ولكن العقل الباطن لا يفرق بين الوهمي والحقيقي فيعامل الوهمي معاملة الحقيقي.
من هنا ينشط الجزء الخاص بالانفعالات والمشاعر والعواطف بشكل مفرط، ويغيب الجزء
الدماغي الخاص بالعقل والتفكير والتحليل. وعندما ينشط الجزء العاطفي بصورة مفرطة
فإنه يرسل رسائله إلى الجسد بالاستعداد لهذا الخوف والرعب، فيبدأ الإنسان بالتعرق والقلب
بالنبض وضيق التنفس ورعشة اليدين..إلخ. وهذا يعني أنه لمنع حدوث نوبات الذعر فإننا
نحتاج إلى محاولة إيقاف الذعر من التوغل إلى الدماغ ، ومن ثم تحدث النوبة. باختصار
شديد، لمنع حدوث النوبة نحتاج إلى شيئين: 1- تنشيط الجانب الدماغي الخاص بالعقل
والتفكير، لأن تنشيط هذا الجانب يؤدي إلى تقليل الضغط على الجانب الدماغي الخاص
بالمشاعر الذي يؤدي إلى حدوث النوبة. 2- التحكم بالجسد بحيث لا يبدأ الاستعداد
والتحفز لنوبة الذعر، فإن الجسد يمكن عن طريق الحركة أو التنفس أو الاسترخاء أن نعمل
على إعادة توازن العناصر الكيمائية الموجودة في الجسد والتي يؤدي اضطرابها إلى سلسلة
الأعراض المؤدية لحدوث النوبة. 3- ولهذا يقال للإنسان المصاب بنوبة الذعر إذا
أحسست بالقلق أو الهلع يمكنك أن تضع معياراً تدرج فيه شدة القلق من 1 إلى 10. بحيث
يكون مستوى 10 أشد حالات الخوف والذعر، والمستوى 1 هو حالة الاسترخاء العميق
. فاذا أحسست أو بدأت تحس بنوع من القلق فحدد درجته من العشرة، كأن تقول أنا في
المستوى الخامس الآن بينك وبين نفسك، وتقوم بالشيء المطلوب أمام كل مستوى في
الجدول. ثم إذا تصاعد تقول أنا في المستوى السادس وتقوم بالمطلوب في هذا المستوى
وهكذا. مستوى القلق العمل المطلوب القيام به فائدته 1 هذه مرحلة عدم وجود القلق تقريباً
ويفترض أن يعمل الشخص على إيصال نفسه إليها دائماً بالنزول من مرحلة إلى مرحلة عدم
حدوث النوبة 2 هنا قد يكون القلق يسيراً، ولكن عند إهماله قد يتصاعد ويزيد، ولهذا يمكن
للشخص العمل على حل بعض مسائل الرياضيات، أو بعض الألغاز أو بعض المسابقات
المكتوبة (كلمات متقاطعة أو الكلمة الضائعة..إلخ) هذا العمل يسهم في منع الجزء
الدماغي الخاص بالمشاعر من الاسترسال، وينشط الجانب الدماغي الخاص بالتفكير والعقل
وهو ما يمنع من تصاعد القلق 3 و 4 هنا قد يكون القلق زاد قليلاً، وهنا يمكن الإمساك
بالورقة والقلم ومحاولة كتابة مقالة عن موضوع ما (كيف نربي أبناءنا مثلاً؟) أو (ما
الأفكار التي تؤدي إلى حدوث نوبة الذعر، وكيف نتغلب عليها؟) أو أي موضوع آخر.
الكتابة عمل عقلي عميق، وهدف هذا العمل هو تكثيف الجهد العقلي، وتشتيت الجهد
الشعوري الذي يؤدي عند زيادته إلى حدوث النوبة 5 و 6 عند الوصول إلى هذه المرحلة
يفترض البدء بمحاولة التحكم بالجسد، وهو هنا القيام بالتنفس العميق، عبر الأنفاس الطويلة
من أسفل البطن، وحبس النفس لمدة 5 أو 6 ثواني، ويستمر المرء بهذا قدر ما يستطيع
والمهم هنا أن يكون القدر الذي يخرج من الهواء أكثر دائماً من القدر الذي يدخل التنفس
العميق هو عمل مهم جداً في تخقيف التوتر والقلق، (ويجب أن يعود نفسه عليه دائماً
لأهميته في منع القلق والرعب)، فالتحكم بالنفس بهذا الشكل يعيد الجسد إلى حالة من
الهدوء والتوازن 7 و 8 هنا يكون الإنسان قد وصل إلى درجة قريبة من حدوث النوبة،
وهنا عليه أن يبحث عن مكان خال من الإزعاج، ويقوم بالاسترخاء العميق، والاضطجاع
على الظهر ووضع يديه وقدميه بوضع مستقيم وإغماض عينيه، والتنفس العميق مع تركيز
ذهنه على نفسه، وأن يحرص على أن يحبس نفسه أطول فترة ممكنة هذا العمل يؤدي إلى
تقليل الضغط على الجسد، ويقوم بالعمل على منع أعضاء الجسد من الانفلات وحدوث
والنوبة 9 هذه هي مرحلة ما قبل حدوث النوبة تقريباً، ولهذا يفترض بالشخص هنا القيام
بأي عمل رياضي ، مثل الركض أو المشي السريع أو لعب الكرة .. إلخ الجهد الرياضي
يعمل على الأمرين كليهما، التحكم بالجسد، وتنشيط الجهد العقلي معاً، فعليه أن يستمر في
ممارسة النشاط الرياضي حتى يحس بتجاوز هذه المرحلة 10 في هذه المرحلة يكون
الإنسان قد أصيب بالنوبة فعلا، وهنا عليه أن يحاول التنقس في كيس ورقي أو بلاستيكي
بحيث يعود إلى استنشاق الهواء الموجود داخل الكيس حالة التشنج والرعشة التي تصيب
الإنسان في هذه الحالة تكون بسبب نقص مادة ثاني أكسيد الكربون من الدم، ولهذا فالتنفس
في كيس سيجعل ثاني أكسيد الكربون يرجع إلى الجسم ثانية ليعيد إليه ما يحتاج من هذه
المادة