ان التطهر بالماء بطريقة مبينة مرات عدة في اليوم والتي تسمى الوضوء لها دور كبير في حياة المسلم، حيث يجعله دائما في يقظة وحيوية وتألق، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت الخطايا من جسده حتى تخرج من تحت اظفاره) وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه، ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) المائدة 6.
ان طهارة المسلم بالوضوء ليست مجرد تنظيف للأعضاء الظاهرة، وليست مجرد تطهير للجسد يتوالى مرات عدة في اليوم، بل ان الاثر النفسي والسمو الروحي الذي يشعر به المسلم بعد الوضوء أعمق من ان تعبر عنه الكلمات والجمل، خاصة عند اسباغ الوضوء واتقانه.
وعنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد عن ابي امامة : (من توضأ فأسبغ الوضوء وغسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه ثم قام الى صلاة مفروضة غفر له في ذلك اليوم ما مشت اليه رجلاه وقبضت عليه يداه وسمعت اليه اذناه ونظرت اليه عيناه وحدث به نفسه من سوء).
الوضوء وفضله في حياة الانسان ما أمرنا الله تعالى من امر الا وبه جل فائدة لنا وان الامر بالوضوء به فوائد كثيرة حيث ان غسل الاعضاء المعرضة دائما للاستعمال من جسم الانسان لا شك انه في منتهى الاهمية للصحة العامة، فاجزاء الجسم هذه تتعرض طوال اليوم للميكروبات الكثيرة في جو الهواء، وهي دائما في حالة تعرض لهجوم ميكروبي على الجسم الانساني من خلال الجلد في المناطق المكشوفة منه، والوضوء انجع الطرق لازالتها بين الوضوء والوضوء، وهو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك لايبقى بعد الوضوء اي اثر من ادران او جراثيم على الجسم إلا ما شاء الله.
وللمضمضة فوائد : فقد اثبت العلم الحديث ان المضمضة تحفظ الفم والبلعوم من الالتهابات وتحفظ اللثة من التقيح، ولذلك فانها تقي الاسنان وتنظفها بازالة الفضلات الغذائية التي تبقى بعد الطعام في ثناياها، وفائدة اخرى هامة جدا للمضمضة، انها تقوي عضلات الوجه وتحفظ للوجه نضارته واستدارته.
غسل الانف : ان الذين يتوضأون باستمرار يكون انفهم نظيفا خاليا من الاتربة والجراثيم والميكروبات، ومن المعروف ان تجويف الانف من الاماكن التي يتكاثر فيها العديد من هذه الميكروبات والجراثيم، ولكن مع استمرار غسل الانف والاستنشاق والاستثنار بقوة وطرد الماء من الانف بقوة - يحدث ان يصبح هذ االتجويف نظيفا خاليا من الالتهابات والجراثيم، مما ينعكس على الحالة الصحية للجسم كله، حيث تحمي هذه العملية الانسان من خطر انتقال الميكروب من الانف الى الاعضاء الاخرى في الجسم.
غسل الوجه واليدين : ولغسل الوجه واليدين الى المرفقين فائدة كبيرة جدا في ازالة الاتربة والميكروبات فضلا عن ازالة العرق من سطح الجلد، كما انه ينظف الجلد من المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية، وهذه تكون غالبا موطنا ملائما جدا لمعيشة وتكاثر الجراثيم.
وغسل القدمين مع التدليك الجيد فانه يؤدي الى الشعور بالهدوء والسكينة، لما في الاقدام من منعكسات لاجهزة الجسم كله، وكأن هذا الذي يذهب ليتوضأ قد ذهب في نفس الوقت يدلك كل اجهزة جسمه على حدة بينما هو يغسل قدميه بالماء ويدلكهما بعناية. وهذا من اسرار ذلك الشعور الدائم بالهدوء والسكينة الذي يعتادهما المسلم بعد ان يتوضأ. وقد ثبت بالبحث العلمي ان الدورة الدموية في الاطراف العلوية من اليدين والساعدين، والاطراف السفلية من القدمين والساقين اضعف منها في الاعضاء الاخرى لبعدها عن المركز المنظم للدورة الدموية وهو القلب، ولذا فان غسل هذه الاطراف جميعا مع كل وضوء ودلكها بعناية يقوي الدورة الدموية، مما يزيد في نشاط الجسم وحيويته. وقد ثبت ايضا تأثير اشعة الشمس ولا سيما الاشعة فوق البنفسجية في احداث سرطان الجلد، وهذا التأثير ينحسر جدا مع توالي الوضوء لما يحدثه من ترطيب دائم لسطح الجلد بالماء، خاصة تلك الاماكن المعرضة للاستعمال اليومي والطبقات السطحية والداخلية للجلد ان تحتمي من الآثار الضارة المختلفة.
قوله تعالى : (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) (فيه رجال يحبون ان يتطهروا، والله يحب المطهرين) (التوبة 8 - 1).
قوله تعالى : (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر) سورة المدثر وقال سبحانه وتعالى : (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة 222.
وقوله تعالى (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به) الانفال 11.