هرم خوفو العظيم
حكم الملك خوفو مصر قرابة ثلاثة وعشرون عاماً من عام 2574 حتى 2550 قبل الميلاد، خلال عصر الأسرة الرابعة فى الدولة القديمة. وهو صاحب هرم الجيزة الأكبر، والذى يعد أول عجائب الدنيا السبع والوحيد المكتمل من عجائب العالم القديم والتى لا تزال قائمة حتى الآن.
وقد تم بناء الطبقات الأولى من الحجارة حول تل منخفض فى وسط المنطقة التى تركت غير ممهدة وتم دمجها فى بناية الهرم. وهذا التل بمثابة قلب الهرم كما قللت من حجم البناء المطلوب تشييده. ويرتفع المدخل الأصلى للهرم بحوالى 16.8 متراً أو 55.1 قدم من سطح الأرض ويفتح على الجهة الشمالية ليواجه النجم القطبى، حيث تقطن روح الملك فى العالم الآخر. ويبلغ طول كل ضلع من الأضلاع المكونة للقاعدة حوالى 230.38 متراً أو 755.65 قدم. وهو مبنى من 210 طبقة لم يبق منها سوى 201 فقط.
وكان الارتفاع الأصلى للهرم شاملاً قمته هو 146.5 متراً أو 480.5 قدم ولكنه الآن حوالى 137.2 متراً أو 450 قدم، وزاوية الجوانب حوالى 51 و 50 درجة. وقد عثر على التابوت والهرم فارغين عند فتح الهرم فى القرن التاسع.
هرم الملك خفرع
بنى الملك خفرع، ثاني أهرامات هضبة الجيزة الشهيرة، من نوعية غير جيدة من قوالب الحجر الجيري الصغيرة. والهرم يبدو للناظرين أنه أكبر من هرم خوفو العظيم وذلك لأنه بني على مرتفع يعلو حوالى عشرة أمتار أو ثلاثة وثلاثون قدم عن السطح الذى بنى عليه هرم الملك خوفو.
وقد كان الارتفاع الأصلى للهرم يبلغ حوالى 143.5 متر أو 470.7 قدم، أما الآن فهو 136.5 متر أو 447.7 قدم. كما يبلغ كل ضلع من أضلاع المربع الذى يشكل قاعدة الهرم حوالى 215.25 متر أو 706.02 قدم وتكون الجوانب الأربعة مع القاعدة زاوية 53.10 درجة.
وقد كان التخطيط الأصلى للهرم هو أن تقطع غرفة الدفن تحت الأرض ويبنى الهرم فوقها. ومع ذلك، فقد تم تحريك غرفة الدفن إلى الجنوب تحت الهرم.
وللهرم مدخلان وطريقان هابطان على الجانب الشمالى، يؤدى أحدهما إلى غرفة الدفن. أما الفتحة الأخرى فهى أعلى من الأولى بحوالى ستة عشر متراً أو اثنان وخمسون قدماً ونصف.
وما زالت قمة الهرم محتفظة بكسوتها من الحجر الأبيض المصقول. أما باقى الهرم فقد تآكل بعض الشئ نتيجة للنوعية الرديئة من الأحجار التى استعملت فى البناء، ولو أن بعض الأجزاء السفلى للهرم ما زالت محتفظة بغلافها الجرانيتى. أما قمة الهرم فهى مفقودة.
وكان تابوت خفرع مصنوع من الجرانيت الرمادي ونصفه مغطي بالطبقة السميكة التي كانت تغطي أرضية الغرفة.
هرم منكاورع
هرم منكاورع هو أصغر أهرامات هضبة الجيزة ويبلغ ارتفاعه حوالى 66 متراً أو 216 قدم. وقد تم بنائه على حافة الهضبة المنحدرة. وأنهى بنائه شبسس كاف، خليفة الملك منكاورع.
وكانت مساحة القاعدة فى الأصل حوالى 108.5 متراً أو 355.8 قدم مربع. ولكن نتيجة لرفع الحجارة لاحقاً لاستخدامها فى أغراض أخرى، فقد أصبح طول أضلاع القاعدة حالياً حوالى 102.2 متراً × 104.6 متراً أو 335.2 قدم × 343.1 قدم وترتفع الجوانب بزاوية 51 درجة.
وقد غطت الطبقات الستة عشر السفلى من الهرم بكتل من الجرانيت الوردى. وقد قطعت حجرة الدفن فى الصخر أسفل الهرم ويمكن الوصول إليها من خلال المدخل الشمالى مروراً بممر منحدر. كما قطع ممر منحدر أخر أسفل الممر الأول.
وأغلقت حجرة الدفن بواسطة ثلاث سدات من الجرانيت أو القوالب الحجرية والذى تم إنزالهم فى فتحات رأسية مقطوعة فى الجدران. وقد استخدمت الحجرة الداخلية كمخزن بينما استخدمت الأخرى كغرفة للدفن ولها سقف جمالونى. كما غطت الجدران بكتل من الجرانيت.
وقد تم العثور على تابوت من البازلت فى فجوة داخل الأرض على عمق أربعون سنتيمتراً أو ستة عشر قدم. ولكن هذا التابوت غرق فى البحر أثناء نقله إلى إنجلترا فى عام 1838 ميلادياً. ويحتفظ المتحف البريطانى فى لندن بغطاء تابوت على شكل أدمى للملك منكاورع ولكنه ليس هو الغطاء الأصلى الذى عثر عليه فى غرفة الدفن.
كما تم بناء المعبد الجنائزى ومعبد الوادى والطريق المؤدى لهما من الطوب وحجر قليل الجودة.
الأبعاد
الارتفاع ٦٦ م
الطول ١٠٨ م
العرض ١٠٨ م
تمثال أبو الهول
نحت تمثال أبو الهول بمنطقة الجيزة من نوعية غير جيدة من الحجر الجيرى، ومن المرجح أنه كان فى الأصل مغطى بطبقة من الجص وملون. ولا زالت آثار الألوان الأصلية ظاهرة بجانب إحدى أذنيه. ويبلغ طول أبو الهول حوالى 73.5 متراً أو 241.1 قدم ويبلغ ارتفاعه 20 متراً أو 65.6 قدم.
وفى العصور التالية، تسببت العواصف الرملية والعوامل الأخرى فى تآكل بعض أجزاء التمثال المختلفة وخاصة الرقبة وبعض الأجزاء فى الجانب الأيسر والقدمين بالإضافة إلى الجزء الخلفى للتمثال.
وبين مخالب أبو الهول توجد لوحة تروى قصة حلم للملك تحتمس الرابع تسمى لوحة الحلم.
وتغطى رأس التمثال غطاء الرأس الملكى المسمى بالنمس كما كان له لحية مستعارة طويلة، وهى مكسورة الآن. أما أنف التمثال فهى مكسورة أيضاً، غالباً منذ عصر المماليك، الذين قاموا باستخدامها كهدف للنيشان.
وفى فترة لاحقة تم تغطية أبو الهول بقوالب صغيرة من الحجر الجيرى تم تثبيتها على سطحه لحمايته، ثم تم تبديلها حديثاً.
معبد أبو الهول
كرس هذا المعبد لعبادة أبو الهول، والذى إعتبر رب الشمس حور إم آخت. ولسبب ما لم يكتمل بناء المعبد.
الميزة الهندسية الأساسية لهذا المعبد هو بهو الأعمدة، المقام حول الفناء الرئيسى، وبه أربعة وعشرين عمود من الجرانيت.
وقد تم عمل تجاويف بالأرض لتوضع عليها تماثيل الملك خفرع. وبالمعبد يوجد قدس الأقداس فى الناحية الشرقية وآخر فى الناحية الغربية، من المحتمل أنهم كانوا لعبادة الشمس فى الشروق والغروب
الغرف الداخلية وأروقة هرم خوفو.
يختفى المدخل الرئيسى لهرم الملك خوفو ويفتح على ممر منحدر يبلغ طوله حوالى 28.21 متر أو 95.53 قدم. ثم يصل إلى ممر ضيق صاعد يبلغ طوله حوالى 37.76 متر أو 123.85 قدم، كما يبلغ ارتفاعه حوالى 1.20 متر أو 3.94 قدم و1.05 متر أو 3.44 قدم فى العرض.
وهو يؤدى على الوصلة التى تقود إلى القاعة المسماة "غرفة الملكة" والبهو العظيم. ويعتقد أن هذه الغرفة قد صممت لتكون مكان الدفن الأصلى ولكنها هجرت لسبب ما فيما بعد. وفى المنتصف، توجد غرفة ثانية لها سقف جمالونى الشكل ومساحتها حوالى 5.23 × 5.76 متر أو 17.15 × 18.89 قدم كما يبلغ ارتفاعها حوالى 6.26 متر أو 20.53 قدم. وقد أطلق على هذه الغرفة "غرفة الملكة" وهى تسمية خاطئة حيث كان يتم دفن الملكات فى أهرامات أخرى منفصلة وصغيرة حول أهرامات أزواجهن.
كما تم مؤخراً فحص التجاويف الصغيرة المستطيلة فى الجداران الشمالي والجنوبي لهذه الغرفة، باستخدام كاميرا آلية. ومن المرجح أن هذه التجاويف تؤدى إلى ممرات سرية، ومع ذلك فلم يظهر بعد أى برهان على ذلك.
ويمتد البهو العظيم من الممر الأفقى الذى يؤدى من غرفة الملكة إلى حجرة دفن الملك. ويبلغ طول البهو حوالى 46.71 متر أو 153.21 قدم كما يبلغ ارتفاعه حوالى 8.46 و 8.74 متر أو 27.75 و28.67 قدم. وتميل جدرانه الجانبية إلى داخل البهو تدريجياً مشكله سطح مدعم بدعامة حجرية. تبرز من سطح الجدار.
أما الفجوات المستطيلة والأخاديد المقطوعة فوق الدعامة المرتفعة على كلا الجانبين للبهو فمن الجائز أنها كانت مزودة بعوارض خشبية كانت تستخدم لتنزيل وتأمين السدادات الحجرية لغلق البهو العظيم. وفى نهاية هذا البهو يوجد ممر ضيق به منصة مرتفعة فى الوسط. وقد غطت جدرانه بكتل من الجرانيت بها أربعة فتحات رأسية على الجوانب الشرقية والغربية، من المعتقد أنه كان يتم إنزال قطع من الجرانيت بهذه الفتحات بواسطة الحبال أو وسائل أخرى لغلق مدخل حجرة دفن الملك.
أما حجرة الدفن والتى تقع على محور شرق-غرب، على ارتفاع حوالى 42.30 متر أو 138.75 قدم فوق سطح الأرض. وتبلغ مساحتها حوالى 10.49 متر أو 34.41 قدم × 5.24 متر أو 17.19 قدم، كما يبلغ ارتفاعها 5.84 متر أو 19.15 قدم. وجدران وأرضية الغرفة مغطاة بكتل من الجرانيت المصقول صقلاً جيداً والسقف مكون من تسع كتل من الجرانيت.
كما يوجد فجوتان مستطيلتان ضيقتان مقطوعتان فى الجدارين الشمالى والجنوبى، ويعرفان باسم ممرات التهوية ولكنها فى أغلب الظن كانت تخدم أهداف دينية أخرى. وقد تم تنظيف هذه الفجوات وهى تستخدم حالياً للتهوية ولتحسين دورة الهواء داخل الهرم.
وتحتوى غرفة الملك على تابوت خاو مستطيل، مصنوع من الجرانيت بدون غطاء، وكان يوماً يحوى تابوت من الخشب لجثمان الملك.
وفوق حجرة الملك، توجد خمس مقصورات منفصلة بنيت الواحدة فوق الأخرى. وجميعها لها أسقف مسطحة فيما عدا أعلاهم فلها سقف جمالونى الشكل.
حُفر مراكب هرم خوفو
نحتت خمس حُفر للمراكب بالقرب من هرم الملك خوفو. وقد وجدت الحفرتين الواقعتين شرقى المعبد الجنائزى خاويتين.
أما الحفرتين الجنوبيتين، فقد تم التنقيب فى إحداهما وعثر على مركب كبير من الخشب معروض حالياً فى متحف المراكب فوق الحفرة. ولم يتم بعد التنقيب فى الحفرة الثانية، حيث لا زالت تحوى المركب بداخلها.
أما الحفرة الخامسة فقد قطعت إلى الشمال ومتوازية مع الطريق الموصل للمعبد أسفل الهضبة.
لوحة الحلم لتحتمس الرابع
يوجد بين قدمى أبو الهول لوحة، تعرف حالياً باسم "لوحة الحلم"، وهى تروى قصة كيف أن الملك تحتمس الرابع الذى كان يصطاد بالقرب من أبو الهول شعر بالتعب وخر نائماً.
وفى أثناء نومه حلم الملك بوحى يبشره بأنه إذا استطاع تحرير أبو الهول من الرمال فسيقدر له أن يصبح ملك مصر.
وقد أمر الملك بإقامة هذه اللوحة بعد حوالى ألف ومائة عام من حكم الملك خفرع تخليداً لهذا الحلم المبشر.
متحف مركب الملك خوفو
يوجد جنوب الجهة الشرقية للهرم بناية حديثة تحوى المركب الذى تم اكتشافه فى عام 1954 ميلادياً.
وهو مركب ملكى ضخم مصنوع من خشب الأرز، وقد تم العثور عليه مفككاً فى الحفرة وهو يعد من أكبر المراكب التى تم العثور عليها بمصر حتى الآن.
على مقدمة ظهر القارب، توجد مظلة، يغطى الجزء الأوسط منها إطار يحمل المظلة. أما الجزء الخلفى من ظهر القارب، فيوجد به الكابينة الرئيسية، وهى على هيئة سقف مدعم بأعمدة من شجر النخيل.
وللقارب زوج من المجاديف لتوجيه الدفة وخمس أزواج من المجاديف لتسيير المركب، ويبلغ طولها حوالى 43.3 متر أو 142.02 قدم، كما يبلغ عرضها حوالى 5.90 متر أو 19.35 قدم وارتفاعها حوالى 5 أمتار أو 16.4 قدم عند مقدمة المركب و 7 أمتار أو 23 قدم عند المؤخرة.
وقد استخدم القارب لنقل الأثاث الجنائزي الخاص بالملك. وفي حين كانت بعض المراكب تصنع كنماذج، فمن الواضح أن هذا المركب قد استخدم بالفعل كما يبين الانكماش الملحوظ للحبال المتبقية.