]
يظهر هرم ميدوم لمن يقترب من المنطقة مسافة كيلومترات كثيرة رابضا على سطح الصحراء كبرج كبير فوق تل مرتفع يشرف على ما حوله . واذا تصفحنا كتب التاريخ والاثار قبل عام 1945 نجدها تنسب هذا الهرم للملك سنفرو, ولكن المشتغلين بالدراسات الاثرية , بعد حفائر دهشور يعرفون على وجه التحقيق ان هرم سنفرو الجنوبى , الذى كانوا يظنون فى وقت من الاوقات انه هرم ميدوم , ليس الا الهرم المنحنى فى دهشور .
ومهما يكن من أمر فانه يمكن القول بان هذا الهرم يمثل المرحلة النهائية فى تطور طراز الهرم المدرج وانه يكاد يكون من المؤكد
]انه يسبق مباشرة اهرام سنفرو.
والهرم من الداخل عبارة عن غرفه دفن يهبط اليها ممر منحدر مشيد بالحجر الجيرى فى حفرة مفتوحة وخندق , وربما ابتكر هذا العمل بسبب رداءة الصخر فى ميدوم.
]
شرح لطبقات الهرمنجد حول هذا الهرم اقدم مجموعة هرمية كامله تم الكشف عنها حتى ذلك الوقت . والهرم مشيد على حافة الهضبة ويحيط به سور خارجى أصبح الآن مهدماً . ونرى من الجهة الشرقيه منه طريقا صاعداً له جدران وليس له سقف يوصل بين حافة الوادى وبين مدخل فى الناحية الشرقيه من سور الهرم. وكان هذا الطريق الصاعد مرصوفا بالحجر , وكان أعلى الجدارين الجانبيين مقوساً , وكان فى نهاية هذا الطريق على حافة الزراعة معبد الوادى ولكنه الان موجود تحت الزراعة تحت منسوب المياه الجوفيه.
وفى الجهه الجنوبيه من الهرم نفسه نجد بقايا هرم صغير , وفى الجهه الشرقيه من الهرم معبد جنزى صغير له سور خارجى , ونرى فى هذا المعبد مائدة قرابين يحف بها من كل جانب لوحة مرتفعه من الحجر مقوسة السطح العلوى وهذه المائده واللوحتان فى فناء مفتوح ملاصق للهرم مباشرة والى الشرق من هذا الفناء حجرتان مسقفتان.
يظهر هرم ميدوم اليوم كبرج مكون من ثلاث درجات يرتفع فوق تل منحدر . وقد بدأ الهرم فى الاصل كهرم مدرج من سبع درجات وقبل انتهاء العمال من الدرجه الرابعه او الخامسة , قام الملك بتوسيع المشروع الى هرم مكون من ثمان درجات والذى اكتمل فى السنوات الاولى من حكم الملك سنفرو.
كان ارتفاع الهرم فى الاصل 92 مترا وطول كل ضلع من اضلاع قاعدته 144 مترا وزاويته 51 درجه تقريبا . ونعرف مما قام به بترى من بحوث ان الهرم مشيد فوق رصيف لا نراه الان لان احجار كساء الهرم تخفيه . ويتكون الجزء الواقع فوق سطح الارض من نواه للهرم اضيفت اليها ثمان طبقات من المبانى من الجهات الاربع جعلت منه هرما مدرجا ذى ثمان درجات.
ويقع مدخل هذا الهرم فى منتصف الضلع الشمالى على ارتفاع يقرب من ثلاثين مترا من الارض , ويؤدى هذا المدخل لممر طوله 57 مترا وينحدر الى اسفل الى ان يصل الى الصخر ومن المحتمل جدا ان هذا الممر كان له باب خشبى لاغلاقه عند نهايته السفلى مازلنا نرى مكانه واضحا هناك. ثم نجد فى نهايه الممر بهوين صغيريت على صوره دهليز , واخيرا نجد بئر عموديه متجهه لاعلى وفى اعلاها توجد حجرة الدفن فى مستوى قاعده الهرم. اما الحجرة نفسها فان جدرانها من الحجر الجيرى , ولها سقف من طراز الكوربل وقد عثر بترى فى هذه الحجرة على بقايا تابوت من الخشب اعتقد يومئذ انه للملك سنفرو , ونجد فى السقف الثقوب التى عملت لوضع عروق الاخشاب التى كانت مستخدمه ايام البناء , ومازلنا نجد فى واحد منها جزء من احد العروق الخشبيه والتى تشابه اخشاب الارز التى عثر عليها داخل هرم سنفرو المنحنى فى دهشور , وهى على الارجح معاصرة لاخشاب هذا الهرم.
وقد عدت الايدى وحطمت الكساء الخارجى للهرم فى ايام القدماء , ربما فى ايام الدولة الحديثة , ومازالت مخلفات هذا التهديم متراكمه حول الهرم حتى الان وتغطى جزءة الاسفل وتجعل الناظر اليه يراه كما لو كان مشيدا فوق تل مخروطى الشكل.
]
شرح مبسط لمكونات الهرم الداخليه
الممر الهابط
ويؤدى هذا المدخل لممر طوله 57 مترا وينحدر الى اسفل الى ان يصل الى الصخر
السلم المؤدى لغرفه الدفن
ثم نجد فى نهايه الممر بهوين صغيريت على صوره دهليز
سقف الغرفه الخاصه بالدفن
جوانب الغرفه
ونجد فى السقف الثقوب التى عملت لوضع عروق الاخشاب التى كانت مستخدمه ايام البناء , ومازلنا نجد فى واحد منها جزء من احد العروق الخشبيه والتى تشابه اخشاب الارز التى عثر عليها داخل هرم سنفرو المنحنى فى دهشور , وهى على الارجح معاصرة لاخشاب هذا الهرم.
تكبير