أستلقيت على فراشي .. وغرقت في نوم عميق جداً .. فأستيقظت قبل الفجر من عطش شديد ألم بي ..فقمت لأشرب الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض ..تلفت حولي فذهب الأنين .. ثم ذهبت وشربت الماء ثم عدت إلى الفراش..وإذا بالأنين يعود مرة أخرى..وفي هذه المرة كان الأنين قوياً وكأنه صوت بكاء ..فتحسست الأرض بيدي ..حتى أمسكت ( سجادتي ) فسكتت..
قلت متعجباً: أأنت التي تأنين يا سجادتي ؟!
قالت: نعم..
قلت: ولماذا..
قالت: لقد أيقظك عطشك.. وشربت من الماء حتى ارتويت .. وأنا لا أجد من يرويني الماء !!
وهل تريدين أن أحضر لك كأساً منالماء ؟
قالت: لا.. ليس هذا هو الماء الذي يرويني ..إنما يرويني دموع العابدين التائبين..
قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء ؟
قالت: وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدالله وصل لله ركعتين في ظلمة الليل .. حتى تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ..
ولم يبق من الوقت إلا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاة الفجر..
قلت: دعيني وشأني ياسجادتي..
قالت: يا عبدالله قم لصلاة الفجر.. فإنها حياة للقلب وللروح ..
وقد حان موعد الأذان ليردد: ( الصلاة خير من النوم ,الصلاة خير من النوم )
وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار.. ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!!
قلت متضايقاً: دعيني أنام يا سجادتي فأنت تشاهدينني كل يوم ..لا أعود إلى المنزل إلاوأنا منهك متعب ..
واستسلم لسلطان النوم.. ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء ..
قالت السجادة: يا عبدالله.. وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟