فضل تفطير الصائم
الحمد لله الذي جعل أسباب الخير ميسورة في كل زمان ومكان ، ومن ذلك تفطير الصائم الذي بسببه يجتمع الأهل والأرحام في بيت واحد وعلى قلب واحد ، فإذا كانت مشاغل الدنيا تفرق الإخوان والأرحام ، ولا يجد المرء وقتا يجتمع فيه مع أقاربه ، فإن الله تعالى أهداه هدية يبلغ بها مراده من اجتماع أرحامه في بسط وانشراح على مائدة رمضان ، ليصل رحمه وليكسب ما وعده الله به على لسان نبيه .
فعن زيد بن خالد الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
عن سلمان الفارسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار , وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء : قلنا يا رسول الله ليس كلنا نجد ما نفطر به الصائم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة من ماء , ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة " الحديث رواه البيهقي .
وفي رواية لأبي الشيخ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من فطر صائما في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبريل ليلة القدر ومن صافحه جبريل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه " , قال فقلت يا رسول الله من لم يكن عنده ؟ قال : " فقبضة من طعام " قلت : أفرأيت إن لم يكن عنده , قال " فشربة من ماء " .
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " .