الحقيقة الغائبة
كوكبة من الحمام الزاجل تحلق فى سماء منزلى الفضائى 0 مساحة مربعة من ضوء النهار 0 صبغت بلون الصفرة 0 تكشف عن ملامح الذاهب قبيل مغادرة الكون 0 تيجان عباد الشمس تستعد للانحناء 0 يسقط الخطاب المنتظر من سحوق تتدلى سعافها فى وقار الماضى 0 بين سطوره يتسلل ساق طويل انقرضت معظم درجاته فأصبح أثراً موروثا تداعب ألسنته جفاف الأيام 0 على غلافه منقوش تاريخ ميلادى واسم قرية لا اعرفها 0 أناملى تاهت فى زوايا الرسالة 0 تتحسس عبارات محنطة ليس لها روح 0 اجتاحتنى زرافات من الذهول 0 قررت العبور إلى تاريخ ميلادى 0 وانا فى الطريق ، جاهدت نفسى متخلصا من طبقات قد تراكمت 0 اضرب بيدى فى أعماق الذاكرة 0 ياه 0 هل معقول ما هو يمتثل أمامى من رموز وخطوط وحروف وكلمات طارت فى الهواء لتحمل أنباء عفى عليها الزمان ؟! وكان من الممكن أن يسبح الخطاب فى الفضاء حتى لا اعرف المجهول المتربص بين قصوره المتوازية 0 قصتك يا أمى نمت وتوالدت كلما تها من جديد 0طفرت البلدة بمعالمها الخضراء الهندسية ، وقطارها النيلى الممتد يبث الخير فى كل اتجاه 0 سرت على بساط تاريخ ميلادى بعدما أشار عجوز على المنزل المرصوص بحجارة بيضاء 0 وقفت شاخصا بيصرى 0 فإذ عجوز شمطاء تجلس القرفصاء 0 هى 0هى0 نفس أوصاف امى من أربعين عاما 0 معالمها كبرت بنفس الصورة المفحورة 0 العين الواحدة والثانية مغلقة والبشرة البنية والخطوط البارزة 0 رفعت رأسها 0 رمقتنى 0 صمتت 0 ابتسمت 0 قررت ألا أبوح بشخصيتى 0 نطقت أسمى 0 أومأت برأسى0عانقتنى 0 انسكبت دموعها على جيدى 0 وضعتها على شريحة من زجاج تحت ميكروسكوب لأترجم الماضى السحيق إلى الحاضر البعيد إلى المستقبل المتجسد أمامى 0 وبعد امتزاج العبرات واستقرار النبضات وزوال الغروب 0 أفقت من شرودى 0وجدت أشباحا تحوطنى من الجنسين فى مختلف الأعمار0أضحوا ثماراً لغصن عتيق مازالت عبراته تلهبنى 0 ويتأهب لسانه ليكشف عن مكنون كاد أن يندثر
" تمت "