قصة غفوة أ. صابر جمعة سعيد

حام ببصره كالصقر فى جميع المراصد ليطمئن على انتشار الأمن 0 فهو يعشق الدجاجة الملساء حتى يسهل عليه امتصاص دمائها 0 وإذا أحس بالخطر وفى قبضته نبت من ريش 0 يغرس مخالبه فى صدر الضحية 0 ويهيم بها فى رحلة فضائية حتى يستقر به المقام فوق قمة جبلية ، فيقطعها إلى أجزاء دائرية 0 ليسهل عليه إلتهامها فى أكلة هنية 0 القطار مزدحم ، وجلوسه فوق مقعد أصبح خيالاً 0 فشله فى دراسته أنبت داخله بذور الثأر 0 انتسب إلى مدرسة معلموها عملة نادرة 0دائماً يعشق المستحيل 0 سئم الازدحام والضوضاء 0 مقت العيون الساهرة 0 لا ينسى يوم أن كان يتخاطف اللقمة من يد زويه ويدخل معهم فى شجار ينتهى بكارثة 0 حفر علامات مستديمة فى كل من يتعامل معهم 0 لم يسلم الرحم الذى حمله من تفاهاته 0 ولم يبرأ واضع بذرته من فسقه 0 كان سفيراً لشجرة الزقوم 0 يوزع ثمارها على كل من تنشب أظافره فى رقابهم 0 فإتخذ من السواد ستاراً 0 ومن الساعة الثالثة والنصف توقيتاً 0 طار فى الهواء 0 تعلق بالنافذة العلوية 0 حوته دون عناء 0 تلوثت مخالبه 0 طبع الماء الآسن على المربعات المنقوشة بموج البحر 0 تهمس له الجدران 0 تقدم 0 عبر الباب الخشبى 0 اجتاز الطرقة المستطيلة الضيقة 0 الخيط الرفيع يلازمه 0 ألقى ببصره فوق أحباب الله 0 وجد جفونهم مطبقة 0 رجع بساقه إلى الوراء 0 شخص رؤياه على العمامة المتكئة فى سكون الموتى 0 العمامة كالمنار تضوى وتخفت فى قميص بللورى شفاف 0 القدم اليمنى تتأهب ، واليسرى استعدت 0 قفز الجسد 0 فى لحظة كان فوق المربعات المنقوشة 0 قفزة أخرى عبر الثغرة 0 تعلق بالهواء 0 ارتطم بالأرض 0 العمامة سبحت فى بحار لوثتها آثار ورائحة الماء الآسن 0 صيحات المفاجأة أيقظت الوادى الأمين وسكانه 0 فتحت النوافذ والأبواب المجاورة تستطلع الأمر 0 دلفت العمامة ناحية قميصها فوجدت أزراره كما هى فى أماكنها 0 هرعت ناحية ظلال العدو 0 وجدت الأقدام الملوثة أسفل النافذة وعلى الجدران 0 الرؤوس تتحرك فوق العمامة تبحث عن ذرها الخضر 0 فقد ترك مكانه حزيناً على صاحبه الذى أخفق فى سعياه 0