elbob2008
.::عـضو فعال::.
عدد الرسائل : 71
العمر : 39
الحاله الأجتماعيه : اعزب
المؤهل الدراسى : نظم معلومات
مزاجك الأن : 
طاقه :
تاريخ التسجيل : 06/03/2008
 | موضوع: قصة خارج نطاق الخدمة ا . صابر جمعه سعيد  2008-04-03, 7:37 pm | |
|
خارج نطاق الخدمة اعتلى عرش هرمه الأملس 0 منحه الأزهر فرصة لممارسة رياضته المفضلة 0 أضاف إلى رصيد عمله خمس سنوات 0 كتب له أن يقضيها بجوار النافذة الطائرة ، التى تبعث إليه صيفاً أشعة ضوئية مسنونة ، تجعله قلقاً دائماً فوق مقعده الخشبى 0 ولا تبخل عليه شتاءاً بكوكتيل من بارفان البحر المنبعث من الماركت العمودى أسفلها ، متململاً عندما يبسط ساقيه أسفل السطح المعدنى 0 بينه وبين الألفة حجاب سميك 0 أغواره حبلى بالجليد 0 الإقتراب منها مغامرة 0 أما نبضاته الداخلية فقد أقسمت أن توزع جسيماتها فى أتون النفايات حتى لا تبخل عليه بإستلهام عمر آخر يضيفه على أكوام الأعوام التى ندمت على مصاحبته فى رحلته التى لا تبدو عليها آية أفول 0 نظارته البنية تئن فوق قنطرة أنفه منذ زمن بعيد 0 عاتبته على عملها الدائم ليل نهار 0 حاول مداعبتها وتبرير موقفه ، هددته بالانتحار أو الهروب 0 رجاها بأن تتحمل ثقل همومه من خلالها 0 قائلاً : فلذات أكبادى مضى عليهم سنوات ينتظرون الإفراج والتشعلق على أبواب قطار لم يأت بعد 0 أعطينى فرصة أنفث ما بداخلى فى وجوه الذين عثروا على القطار فى مخبئه 0 وأغوص فى أعماق القلوب الآمنة داخل حوانيت الحياة 00 أنت لم ترحمنى 0 حملتنى ذنوباً وأوزاراً 0 منحتنى صكاً لا يقبل الغفران 00 كنت أصقلك دائماً بمنديلى الورقى لأجدد شبابك 00 أنت لم تحرص على تجديدى 0 جسدى أصابه السرطان واستشرى حتى وصل حلقومى 0 وأنت فى غيبوبة الموت لا تعيرنى أدنى اهتمام ، سوى استلهام الضغائن من وراء خلاياى 0 فاجأتنى بسنواتك الخمس القفار 0 فكأنك بذلك تحفر لى قبراً 00 وراح صاحب النظرات يرى من خلال العبرات ما يلعقه حثيثاً 0 كان اليوم خميساًَ ، وعجلات الأتوبيس تنتظره 0 لكن آثر البقاء بالمدرسة 0 حتى يتسلم أوراق الحياة 0 ليضعها فى قبضة نصفه الآخر فالموعد معروف ولا فكاك 0 وأمين الخزنة عهد لزميله المدرس بالذهاب لتلقى المهمة مكانه ، نظراً لرحلته المباغتة 0 ظل صاحب النظرات حائراً 0 طرق الباب المقصود 0 سأله : ما تعرفش مين اللى استلم المرتبات ؟ إندهش المدرس عندما لمح خيوط الرعب تنسج أطرافها بين الأصابع المعروقة 0 فالساعة تجاوزت الواحدة ليلاً من صباح الجمعة 0 هم بإعطائه أوراقه 0 لكنه تذكر الظلم والظلام 0 قال : لا أعرف 0 هل الصباح بمظلته البيضاء وما زال أمين الخزنة فى رحلته 0 لم يصبر صاحب النظرات 0 قرر القبض على تلابيب البنك 0 آذان الجمعة أنبأه بأن ما يفكر فيه صعب الوصول إليه 0 سأل على منزل المسئول فى البنك 0 طرق الباب 0 سأله : هوه أمين الخزنة ما استلمش المرتبات ؟ 00 لم يرد المسئول ، بل توقفت بقايا غزلان كانت فى طريقها إلى معدته 0 حملق عينيه 0 انتفخت بطنه يزيدها الزفير اتساعاً 0 دفعه ذلك على سرعة سقوطه فوق رأس المدرس الذى أصيب بالخزى بمجرد رؤياه خاصة عندما لمح صاحب النظرات يلاحمه فى وقفته ، وعلى سحنته مصائب الدنيا ترعى 0 وعلى عنقه طوق الحساب يدنو من قصبته الداخلية 0 لم يشأ المدرس أن يبنى مقدمات أو يشيد مبررات 0 قابل صمت مسئول البنك المتشح بخدر الموت ، بكلمتين ( المرتبات معايا ) 0 لحظتئذ انفك طائر الموت مولياً 0 وعلامات استفهام تبعثرت على النظرات ، كادت تعميها عن حقيقة مدفونة داخلها صنعتها وخلقتها طيلة أعوامها السابقة 0 " تمت " | |
|
