قصة القير الزجاجى ا . صابر جمعة سعيد

انطلق الأسد من عرينه يوزع زئيره فى شارع الجلاء فيتجسم صداه أشباحاً فى الآذان 0 أنيابه مازالت تبحث عن ساكن لها 0 معدته تنتظر عصارته فى تلهف أشباله الثلاثة يرقدون 0 يتأوهون من الألم يغرقهم بدموعه وأحزانه على فراقهم للحظات قصار 0 هبت داخله عاصفة التمرد 0 المغتصبون قادمون 0 نوافذ الغابة فتحت على مصراعيها 0 النعاس يطرق الأبواب بعنف 0 أعدت الوسائد 0 الزئير يدوى النصال تصلصل 0 الألواح الخشبية تتهاوى 0 مازال الدم يسيل والعظام تطقطق والعاصفة تتوالد وتنمو 0الساحة قاصرة على حاملى السيوف 0 الزئير شاب وأشمخ 0 وثب أمام مقود مركبته الضخمة 0 أدار مفتاحها وعصاها السحرية 0 انقض بأنيابه يمزق أحشاء قبر خصومه0 فقد كان المغتصبون الثلاثة داخل القبر الزجاجى يتسابقون فى التقاط بقايا أنفاسهم يشاهدون نتاج ظفرهم وإنتصارهم 00 إنقطع فرع الوصال 0 التصقت الراحات بالبطون 0 انطبعت الشهقات بالحلوق 0 الإناث من وراء الخصاص يتلوكون ويتساءلون 0 غمد الأسد أنيابه فى مؤخرة القبر الزجاجى 0 تهشم الزجاج 0تداخلت الألواح المعدنية 0 إندفع القبر للأمام بقوة تتناسب مع الرطمة الطائشة 0 قذف الذعر بالمغتصبين خارج القبر 0 يهرولون بأكفانهم بعيداً عن قبرهم ، فيتعرقلون 0 اعتلى صوت نبضهم يسبهم 0 يا أوغاد 0 لماذا تسعون إلى فنائى ؟ كنت سأتبخر فى اللا أكون 0000 ذابوا فى الظلام 0 تراجع الأسد إلى الخلف 0 إندفع بقوة يعتدل لكى لا يبقى على أى ارتفاع للقبر الزجاجى ، لكن غزا صوان أذنيه سارينة النجدة وبوق الشرطة فأطلق لعجلاته العنان 0 حمل أشباله على الأعناق 0 دعوات سكان الغابة تتناثر فوقهم كالأمطار 0 دلف الأسد إلى عرينه0 فى داخله تشيش كقالب طوب أسمنتى يبلغ من العمر يوماً ، متعطشاً إلى ماء تقلبت فصول الأزمة فى رأسه ولحظات ولادتها ، فقد أرسل ابنه الأصغر لإقتناص حمار وحشى كان يتبخطر فى عرصته 0 فر منه الحمار 0 طبعت حوافره على الرمال الميثاء الملتهبة المجاورة لأبناء عمومه 0 الفتى الصغير يلهث 0 مثبتاً عينيه فوق مؤخرته 0على غرة 0 ألفى نفسه أمام سداً منيعاً 0 ابن عمه يلكزه بقوة ويطرحه أرضاً 0 انتفض مذعوراً 0 اخترق سمعه تهديد ووعيد ، إن اقترب إلى هذه المنطقة المحرمة 0 علم الأب 0 استنكر سكان الغابة ما حدث 0 قلب الأب قانون الغابة المدنى والجنائى ، وجد أن أولاد العم ، داسوا على كل الأعراف والتقاليد 0 شد رحاله إلى هناك وصدره يئز 0 صفعوه ببقايا أحشاء عفنه0 أرغموه على الامتثال داخل دائرة العصبة أحس بأشياء تفور داخله 0 انصرف ونبضه ينفر 0 بدأت الجلسة ، وكانت زأرة الانصاف 0 لم يكن فى قلوب أولاد العم علامة عشرية بيضاء ، فراحوا ينسجون رؤياهم بمداد أسود 0 انطلقت نعراتهم تقطع من لحوم أرحامهم 0 كان الأسد حينئذ فى رحلة خلوية ، طار إليه النبأ 0 فأنطلق قافزاً أمام مقود مركبته ، ينهب مسافات الزمن 0 انطبعت أنيابه على القبر الزجاجى0 تداخلت أضلاعه ، لكن بعد لفظه المغتصبون 0 تصفح الملك العتيق قانون الغابة ، ليعيد صياغته من جديد 0